يعبِّر التراث الثقافي عن التجارب التراكمية للإنسان على مر العصور، والتي من خلالها وصلت البشرية اليوم إلى ما هي عليه من التقدم والتطور. والمتتبع لخارطة التراث الثقافي العماني يجد نفسه أمام تنوع وثراء لا حدود له. حيث يمكن توظيفه والاستفادة منه، وإدماجه ضمن خطط التنمية الشاملة باعتباره من الأولويات الوطنية في رؤية عمان 2040 . ترجع علاقة التراث الثقافي بالتنمية المستدامة، إلى حقيقة إدراكنا للغاية والهدف الأساس منه ألا وهو تعزيز ودعم التنمية. وتتعمق تلك العلاقة بشكل أوضح من خلال اعتبارات مهمة عدة أبرزها: أن التراث الثقافي يعد حاملا للهوية الوطنية والوحدة المجتمعية، وبالتالي خلق فرص استثمارية مستدامة لعناصر التراث الثقافي العماني سوف يسهم في نمو الاقتصاد الوطني، إلى جانب المكاسب الوطنية الأخرى المتعلقة بالهوية الوطنية، وربط الأجيال بتاريخها الأصيل، وتعزيز الترابط الاجتماعي. تهدف هذه الورقة بشكل عام إلى التعريف بدور المؤسسات البحثية وجهود منظمات المجتمع المدني التخصصية في توثيق وحصر ودراسة التراث الثقافي العماني، وربطه بتوجهات التنمية المستدامة، والكشف عن مدى إمكانية الاستفادة منه وتوظيفه لخدمة قضايا التنمية المستدامة في عُمان. ولتحقيق ذلك تطرح الورقة تساؤلاً جوهرياً هو: ما الدور الذي تضطلع به المؤسسات البحثية في تبني مشاريع التراث الثقافي، وما هي الجهود المبذولة من قبل منظمات المجتمع المدني التخصصية في ذلك؟ وما نوعية تلك المشاريع؟ وما حدود علاقتها بقضايا التنمية المستدامة؟
يعبِّر التراث الثقافي عن التجارب التراكمية للإنسان على مر العصور، والتي من خلالها وصلت البشرية اليوم إلى ما هي عليه من التقدم والتطور. والمتتبع لخارطة التراث الثقافي العماني يجد نفسه أمام تنوع وثراء لا حدود له. حيث يمكن توظيفه والاستفادة منه، وإدماجه ضمن خطط التنمية الشاملة باعتباره من الأولويات ا...
مادة فرعية