إنّ أدب الأطفال يمتاز بخصوصية التحاقه باسم متلقيه، وبتصويره أفكاراً وأحاسيس وتجارب وأخيلة تتفق ومداركه وتحاكي مستواه اللغوي والفكري والوجداني. ولأنّ الأدب هو في هذه المنزلة من الأهمية في حياتنا وحياة أطفالنا، كان لا بد من قراءة في واقعه والرؤى، انطلاقاً من بعض الإحصاءات والمعاينات. وقد تبين لنا أنه ضعيف وقليل نسبياً، لا بل هو يعاني أزمة وجود، وذلك لأسباب عديدة تتنوَّع بين: إيديولوجية، وتربوية، وأكاديمية. ومنها طغيان النزعة المادية والثقافة الرقمية على حياة الإنسان العربي، وانهيار السلطة اللغوية وفقدان الهوية، واندلاع النزاعات والحروب، كما الوجود غير الدائم للبيئة المؤاتية وانحراف بعض المقاربات التربوية بسبب قلة الكتَّاب المبدعين، وارتباط هذا الأدب بمحاور تعليمية غير حرة، واعتماد نماذج صعبة ومناهج ذات موضوعات مستهلكة ومنفّرة أحياناً، ومقاربات ومنهجيات خاطئة محصورة في مجرد الفهم والتلقين والشرح غير الممنهج. ولعلّ الخروج من هذه المشكلة يفرض على الحكومات العربية تخطي المبادرات الفردية، ووضع سياسة وطنية وتربوية شاملة تعمل على إعادة العلوم الإنسانية من هامش الحياة إلى مركزها، وإيلاء اللغة العربية الأهمية اللازمة، وتفعيل دور الثقافة، وتأمين البيئة الداعمة، ووضع برامج ومنهجيات طيعة تراعي أمور الحياة وضرورة انتظام الأدب في مسار صحيح وجيِّد، من خلال التركيز على النظريات الحديثة كالتعلم النشط والذاتي والمتمايز وغير المباشر، كما على النظريات النقدية الحديثة والتدريبات الاتصالية والوظيفية والتفاعلية والفكرية المنطقية.
إنّ أدب الأطفال يمتاز بخصوصية التحاقه باسم متلقيه، وبتصويره أفكاراً وأحاسيس وتجارب وأخيلة تتفق ومداركه وتحاكي مستواه اللغوي والفكري والوجداني. ولأنّ الأدب هو في هذه المنزلة من الأهمية في حياتنا وحياة أطفالنا، كان لا بد من قراءة في واقعه والرؤى، انطلاقاً من بعض الإحصاءات والمعاينات. وقد تبين لنا أنه ...
مادة فرعية