هدف هذا البحث إلى التعرف إلى تجربة أندلسية في كتابة التاريخ المحلي الأندلسي، قام بها ابو جعفر أحمد بن عبد الرحمن بن مطاهر الأنصاري الطليطلي )ت 489 ه/ 1096 م( حيث ألف كتاباً وعنونه ب «تاريخ فقهاء طليطلة »، وهو في عمله هذا ينتمي إلى فن كتابة التراجم الجغرافية )المكانية( التي تؤرخ حياة الأعلام في حيز جغرافي محدد. كما هدف البحث أيضا، إلى التعرف إلى ابن مطاهر مؤلف الكتاب من حيث مولده ونشأته وثقافته، وجهوده الثقافية وخاصة الكتاب المؤلَف المفقود، من خلال دراسة ما تبقى منه من نقولات وشذرات من تراجم الكتاب المبثوثة في المصادر اللاحقة، فقد عثر على واحد وتسعين ترجمة وردت جميعها عند ابن بشكوال )ت 578 ه/ 1183 م( في كتابه الصلة. عاش ابن مطاهر حياته في مدينة طليطلة ) 400 - 489 ه/ 1009 - 1095 م( وأراد بعد سقوطها بيد ألفونسو السادس عام ) 479 ه/ 1085 م( أن يوثق تاريخها، فألف كتاباً في تاريخ فقهاء طليطلة، وتبين من خلال البحث أنه لم يقصره على الرجال الفقهاء فقط، بل ترجم فيه لكل من كان له أدنى صلة بجانب من جوانب الثقافة والمعرفة، وكذلك تبين من خلال البحث أنه توسع في مفهوم الطليطلي، فترجم في كتابه لكل الذين كان لهم صلة بمدينة طليطلة، سواء من حيث الولادة أو الوفاة أو الإقامة، بل قد ترجم أيضا لكل من مارس بها عملا ما. تبين كذلك اهتمام ابن مطاهر الواضح بالزمن، وقد ساعده ابتداءً على ذلك، أن الأساس الذي بني عليه الكتاب كان أساسا زمنيا، حيث دون المؤلف ما عاصره أو ما أدركه بحياته فقط، فجاءت أول ترجمة لديه عام 400 ه/ 1009 م وبقي هذا دأبه حتى وفاته عام 489 ه/ 1095 م.
هدف هذا البحث إلى التعرف إلى تجربة أندلسية في كتابة التاريخ المحلي الأندلسي، قام بها ابو جعفر أحمد بن عبد الرحمن بن مطاهر الأنصاري الطليطلي )ت 489 ه/ 1096 م( حيث ألف كتاباً وعنونه ب «تاريخ فقهاء طليطلة »، وهو في عمله هذا ينتمي إلى فن كتابة التراجم الجغرافية )المكانية( التي تؤرخ حياة الأعلام في حيز ج...
مادة فرعية