منذ عصور ما قبل التاريخ ارتبط العرب بالبحر حيث استجابوا لمقتضيات جغرافية بلادهم، التي تميزت بمقومات جغرافية كان لها الفضل الكبير في نمو وتطور مراكزها الحضارية وحركتها الملاحية، فشبه جزيرة العرب تحتل موقعاً جغرافياً متميزاً في قلب العالم القديم، وتحيط بها المسطحات المائية من ثلاث جهات بخط ساحلي بالغ الطول، يدور من خليج السويس غرباً إلى رأس الخليج العربي شرقاً. منذ الألف الثالث ق.م برز في بلاد العرب عدد من المراكز الحضارية كحضارة بلاد الرافدين وماجان (عُمان القديمة)، ودلمون (البحرين)، ومصر الفرعونية، والفينيقيين والأنباط، والعرب الجنوبيين (اليمن القديم)، وقد بلغت هذه المراكز مستوى عاليا من التطور والازدهار. وفتحت الخبرة العالية التي اكتسبها العرب بشؤون الملاحة الباب أمامهم واسعاً للسيادة على التجارة الشرقية والوصول إلى مصادرها في الشرق، بفضل معرفتهم بأسرار الرياح الموسمية، ومعرفتهم الجغرافية والفلكية، ومنذ القرن الرابع الميلادي فقدت الملاحة العربية مكانتها بسبب الضعف والتمزق الداخلي وأطماع الدول العظمى التي ما فتئت تسعى للهيمنة على تجارة الشرق ومنافذها البرية والبحرية. كل تلك الأسباب أدت إلى انهيار الملاحة العربية فارتبكت تجارتهم وفقدت تجارة اللبان وغيرها من السلع رواجها، بخاصة بعد زوال الوثنية من الشرق الأوسط وأوروبا، ومع بزوغ الإسلام استعادت الأمة العربية مجدها البحري من جديد.
منذ عصور ما قبل التاريخ ارتبط العرب بالبحر حيث استجابوا لمقتضيات جغرافية بلادهم، التي تميزت بمقومات جغرافية كان لها الفضل الكبير في نمو وتطور مراكزها الحضارية وحركتها الملاحية، فشبه جزيرة العرب تحتل موقعاً جغرافياً متميزاً في قلب العالم القديم، وتحيط بها المسطحات المائية من ثلاث جهات بخط ساحلي بال...
مادة فرعية