أرصفة النحت البحري عبارة عن أسطح صخرية شكلتها حركة الأمواج والتجوية خلال الفترات التي كان فيها مستوى سطح البحر عاليا. أما الارتفاع الحالي لهذه الأرصفة فانه يعزى إلى عدة عوامل أهمها التغيرات الايوستاسية في مستوى سطح البحر، والتغيرات في المستوى النسبي لليابسة مقابل البحر، والنشاط التكتوني الراسي على خط الساحل. هذا البحث يهدف الى دراسة أرصفة النحت البحري المرفوعة في الساحل الصخري الممتد بين دغمر وضباب، في الجزء الجنوبي الشرقي من محافظة مسقط. وتعتزم الدراسة، أيضا، وضع تسلسل زمني لنشأة وتطور هذه الأرصفة. وتقوم منهجية الدراسة على الملاحظة الميدانية ودراسة ما كتب عن هذه الظاهرة، الى جانب تحليل الصور الجوية والمرئيات الفضائية. وقد أظهرت نتائج الدراسة أن المنطقة تمتاز بوجود خمسة مستويات متعاقبة من أرصفة النحت البحري المرفوعة، بارزة وواضحة بجلاء، باستثناء الرصيف الذي على ارتفاع 10 أمتار، والذي لا تظهر منه سوى أجزاء متقطعة ومبعثرة. تشكل أرصفة النحت البحري هذه تأثر بعدد من العوامل البناءة بما في ذلك النشاط التكتوني، وعوامل هدم مثل عمليات التجوية وعمليات التعرية المائية. ومن الجدير بالذكر أنه لا توجد دراسات تشير الى العمر المطلق لأرصفة النحت البحري في منطقة الدراسة، نظرا لطبيعتها التحاتية. ومع ذلك، يمكن ربط أعمارها بأعمار بعض الأرصفة في المنطقة المتاخمة لمنطقة الدراسة، والتي تتفاوت ارتفاعاتها بين 3 إلى 15 متر فوق مستوى سطح البحر الحالي، والتي تعود أعمارها من 26400 إلى 29600 سنة. هذه الفترة تتزامن مع الفترة الجليدية الأخيرة التي كان مستوى سطح البحر فيها حوالي 75 متر دون المستوى الحالي، وبالتالي فانه لا يوجد تطابق بين هذه الأعمار وارتفاعات هذه الأرصفة. وهذا يشير إلى أن هذه الأرصفة يمكن أن تعود إلى فترة ما بين الجليدين الأخيرين حين بلغ مستوى سطح البحر حوالي 6متر فوق المستوى الحالي. وبناء على هذا السيناريو، فان الدراسة خلصت إلى أن الشريط الساحلي لمنطقة الدراسة لم يشهد أي نشاط تكتوني ملحوظ خلال أواخر الدهر الرابع.
أرصفة النحت البحري عبارة عن أسطح صخرية شكلتها حركة الأمواج والتجوية خلال الفترات التي كان فيها مستوى سطح البحر عاليا. أما الارتفاع الحالي لهذه الأرصفة فانه يعزى إلى عدة عوامل أهمها التغيرات الايوستاسية في مستوى سطح البحر، والتغيرات في المستوى النسبي لليابسة مقابل البحر، والنشاط التكتوني الراسي على خ...
مادة فرعية