التحكيم بصفة عامة فكرة قديمة، تظهر في عصرنا بعدة أنواع، منها التحكيم المدني وهو الأول في الظهور، والتحكيم التجاري وهو ما اعترف به في عدة أشكال رسمية وأخذ أسماءه في مراكز التحكيم سواء المحلية والإقليمية والدولية، والتحكيم الإداري وهو من المجالات الحديثة، ويبقى الحديث عن التحكيم الجنائي وهو مجال الشد والجذب في وجوده ومشروعيته، وعليه كان اهتمامنا بالموضوع، نظراً لأن المجال الجنائي من المجالات الشائكة التي لا ينال منها الكاتب غرضه مهما كتب، ومهما ألف فهو أرض خصبة وعين لا تنضب. وللتحكيم الجنائي مع ذلك العديد من الضرورات التي تقتضي وجوده، والنص عليه بالأنظمة، والعمل به تطبيقاً للقواعد الشرعية لضرورات سير الحياة بين الناس بسهولة ويسر وتعاون وتصالح، خاصة أن مجاله وارد الذكر في العديد الجراحات والأُروش غير المقدرة شرعاً كما سيأتي بيانه في الدراسة، وأبرزها ما ورد بالذكر الحكيم في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّداً فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْياً بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَو عَدْلُ ذَلِكَ صِيَاماً لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللُّه عَمَّا سَلَف وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللُّه مِنْهُ وَاللُّه عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ﴾ المائدة 95 . ولأهمية وحداثة موضوع التحكيم في المجال الجنائي، وما يمسه من جوانب هامة في الحياة، وما يتطلبه من تطبيق أحكام ومبادئ العدالة، وما له من أهمية في تخفيف العبء على القضاء المعاصر، أردت أن أشارك المهتمين بالموضوع في دراسته لندرة الدراسات التي تطرح الموضوع.
التحكيم بصفة عامة فكرة قديمة، تظهر في عصرنا بعدة أنواع، منها التحكيم المدني وهو الأول في الظهور، والتحكيم التجاري وهو ما اعترف به في عدة أشكال رسمية وأخذ أسماءه في مراكز التحكيم سواء المحلية والإقليمية والدولية، والتحكيم الإداري وهو من المجالات الحديثة، ويبقى الحديث عن التحكيم الجنائي وهو مجال الشد...
مادة فرعية