يعدّ التصويغ وسيلة دلالية يلقي المتحدًث من خلاله ظلالاً من المعنى تتعلق بموقفه تجاه درجة الظن والضرورة والوجوب. من هنا، فهو يشكًل عبئاً إضافياً على المترجم أثناء محاولته لنقل تلك الظلال. ويمكن لمهمة المترجم أن تصبح أكثر تحدياً إذا كان يتعامل مع لغتين تختلفان في أسلوب التصويغ، حيث تعتمد اللغة الإنجليزية التصويغ النحوي في معظم الأحيان، في حين تميل اللغة العربية نحو التصويغ المعجمي. وتسعي هذه الدراسة إلى تقصي قدرة مترجم الأدب الإنجليزي المتخيّل إلى العربية على الإحاطة بمشاركة المتحدث في الفعل اللغوي من خلال التصويغ. وتحديداً تقوم الدراسة بفحص مجموعتين من البيانات تتضمنان تصويغاً يدور حول الزمن الماضي تمّ استخراجهما من روايتين إنجليزيتين، ومن ثم تقارنهما بنظيرتيهما في الترجمتين العربيتين. وتطرح الدراسة أربع قضايا رئيسية. أولها التحقق فيما إذا المترجم واع بالتفريق بين التصويغ الظني والتصويغ الوجوبي. وثانيها تفحّص ما إذا كان المترجم قادراً على نقل الظلال الدلالية في كل منهما. وثالثها التحقق فيما إذا كان المترجم يميل نحو التخلص من هذه الظلال من خلال تحييدها. أما القضية الرابعة، فهي السعي إلى الوقوف على الأساليب النحوية والمعجمية التي توظفها العربية في نقل تلك الظلال. وللتحقيق هذه الأهداف، تقدم الدراسة عرضاً كمّياً وتحليلاً نوعيّاً لتلك البيانات.
يعدّ التصويغ وسيلة دلالية يلقي المتحدًث من خلاله ظلالاً من المعنى تتعلق بموقفه تجاه درجة الظن والضرورة والوجوب. من هنا، فهو يشكًل عبئاً إضافياً على المترجم أثناء محاولته لنقل تلك الظلال. ويمكن لمهمة المترجم أن تصبح أكثر تحدياً إذا كان يتعامل مع لغتين تختلفان في أسلوب التصويغ، حيث تعتمد اللغة الإنج...
مادة فرعية