هدفت هذه الدراسة إلى تحليل ديناميكيات المواجهة بين الحراك الشعبي والدولة في الأردن من منظور الصراع الاجتماعي التحليلي. وقد ركزت الدراسة على العوامل التي أدت إلى انبثاق الحراك الشعبي ومرتكزات شرعيته والمتغيرات التي وجهت سلمية المواجهة بين الحراك والدولة.أظهرت الدراسة أن الظرف الاقتصادي هو العامل الأساس وراء انبثاق الحراك الشعبي، وأن المطالب السياسية تولدت عندما لمتتكمن الدولة من إنجاز إصلاحات اقتصادية. وقد استمد الحراك شرعيته من موضوعية مطالبه الاقتصادية، بالإضافة إلى الثورات العربية، واستجابة الدولة للحراك التي مثلت اعترافا حقيقيا به. وبينت الدراسة أن الحراك قد تراجع بسبب عدم تنظيمه، وافتقاده إلى الأَيديولوجيا والقيادة، والانقسام على أساس الهوية الوطنية، لكن وعي الحراك وشرعيته يمكن أن تكثفانه من جديد. وأظهرت الدراسة أن المواجهة تضمنت علاقة جدلية بين سلمية الدولة من ناحية وسلمية الحراك من ناحية أخرى. وهذه العلاقة الجدلية شكلت ميثاقاً أخلاقياً كان بمثابة صمام الأمان ضد وقوع العنف، وعدم تشكل استقطاب اجتماعي، وأظهرت أيضا الدراسة بعض العوامل التي كانت تحرض العنف أحيانا مثل جماعات الموالاة، واعتقال النشطاء، واستخدام القوة من قبل رجال الأمن، وبينت الدراسة أن المواجهة اتصفت بالواقعية، ولكنها لم تحدث تغييراً جوهريا في البناء الاجتماعي، إنما أدت إلى رفع سقف الحرية، وإظهار قوة الشارع، وأكسبت الدولة والمجتمع المزيد من المرونة والديموقراطية. ومن الناحية النظرية أظهرت الدراسة أن طروحات نظرية الصراع التحليلية تكمل بعضها، ويمكن أن تستثمر في إنتاج مشروع نظري توليفي جديد.
هدفت هذه الدراسة إلى تحليل ديناميكيات المواجهة بين الحراك الشعبي والدولة في الأردن من منظور الصراع الاجتماعي التحليلي. وقد ركزت الدراسة على العوامل التي أدت إلى انبثاق الحراك الشعبي ومرتكزات شرعيته والمتغيرات التي وجهت سلمية المواجهة بين الحراك والدولة.أظهرت الدراسة أن الظرف الاقتصادي هو العامل الأس...
مادة فرعية