توضح هذه الدراسة مدى ارتباط حقل الموسيقى الإثنية التي كانت بداياته في الولايات المتحدة الأمريكية في خمسينيات القرن العشرين،بعلم الموسيقى المقارن في ألمانيا، والذي نشأ خلال العقدين الأخيرين من القرن التاسع عشر. ومن خلال تتبع التطور الفكري في علم الموسيقى المقارن Comparative Musicology ، تظهر القضايا المركزية التي أدت في النهاية إلى تحول باحثي موسيقى الشعوب عن أيديولوجيات هذا العلم، الأمر الذي أدى إلى ولادة ما يعرف اليوم بحقل أو علم الموسيقى الإثنية Ethnomusicology . ومن خلال تفحص بعض عناصر علم الموسيقى المقارن ولاحقا الموسيقى الإثنية، وخصوصًا تلك التي كان لها الفضل في ترسيخ أسس هذين العلمين، يظهر جليا دور المنشورات العلمية في هذا الجانب. وخلافا لعلم الموسيقى المقارن الذي اتخذ من المقارنة نهجًا أساسيًا له، فإن علم الموسيقى الإثنية الحديث يدعو إلى احتضان موسيقى الآخر والبحث في خصوصيات تلك الموسيقى قبل إصدار أية أحكام مبنية على المقارنة، وبخاصة تلك الأحكام الناشئة من تطبيق المنظور الغربي على موسيقى الشعوب الأخرى. فعالم الموسيقى الإثني الحديث يسعى دائما للارتباط بموسيقى الطرف المقابل، وذلك بهدف اكتساب فهم أعمق، ليس فقط لعناصر وتراكيب الموسيقى، ولكن للجوانب الاجتماعية والثقافية للمجتمعات الصانعة لتلك الموسيقى أيضا.
توضح هذه الدراسة مدى ارتباط حقل الموسيقى الإثنية التي كانت بداياته في الولايات المتحدة الأمريكية في خمسينيات القرن العشرين،بعلم الموسيقى المقارن في ألمانيا، والذي نشأ خلال العقدين الأخيرين من القرن التاسع عشر. ومن خلال تتبع التطور الفكري في علم الموسيقى المقارن Comparative Musicology ، تظهر القضايا ...
مادة فرعية