ينبني هذا البحث على فكرة أن الفعل )فعل( في اللغة العربية هو في الأساس فعل كنائي، بمعنى أنه يمكن أن يشير إلى أي فعل سواء كان ذلك الفعل لازماً أو متعدياً في اللغة، وهذه الوظيفة الإحالية هي وظيفة اختيارية في الأساس وقد ذكرها النحويون العرب القدماء ولذلك اختاروا هذا الفعل كي يكون القالب الذي تبنى عليه الأوزان المختلفة للأفعال. تنطلق الدراسة من هذه الفكرة الأساسية لتقديم رؤية جديدة لوجه آخر من هذه العلاقة الإحالية ألا وهو الوجه التأليفي أو التركيبي لهذه العلاقة، واعتماداً على نص القرآن الكريم كأساس لهذه الدراسة تم استقصاء هاتين العلاقتين فيما يتعلق بالفعل )فعل( في النص القرآني، حيث تم إجراء تحليل إحصائي للفعل )فعل( ومشتقاته وسياقاتها في النص القرآني كاملاً، ومن ثم تم إجراء تحليل نصي لكل من هذه الأفعال ومشتقاتها في سياقاتها المختلفة للكشف عن الوظيفة الكنائية للفعل )فعل( في كل من هذه الأمثلة. تبين الدراسة أنه في إطار الوظيفة الكنائية الإحالية العامة للفعل )فعل( في القرآن الكريم يمكن التمييز بين نوعين فرعيين من الإحالة. النوع الأول هو الإحالة الإشارية، والنوع الثاني هو الإحالة البيانية وهذا النوع الثاني من الإحالة لا يكون الغرض منه فقط الإشارة وإنما حسن التعبير والتلطف في القول. تشير نتائج الدراسة إلى أن عدد المرات التي ورد فيها الفعل )فعل( ومشتقاته لأداء وظيفة الإحالة الإشارية لا يتعدى نسبة 37 % من إجمالي تكرار الفعل ومشتقاته، بينما وصلت نسبة الوظيفة البيانية للفعل )فعل( ومشتقاته في القرآن الكريم إلى 63 %، وهذه النتائج تمثل أهمية كبيرة لأن هذا الجانب من البيان القرآني لم يتم التطرق إليه في دراسات سابقة، حسب علم الباحث، حتى عند جمهور المفسرين القدماء والمحدثين، كما أن أهمية هذه الدراسة تنبع من أنها تمثل مصدراً للدراسات اللغوية والبيانية للقرآن الكريم وللتحليل النصي والتداولي للقرآن الكريم.
ينبني هذا البحث على فكرة أن الفعل )فعل( في اللغة العربية هو في الأساس فعل كنائي، بمعنى أنه يمكن أن يشير إلى أي فعل سواء كان ذلك الفعل لازماً أو متعدياً في اللغة، وهذه الوظيفة الإحالية هي وظيفة اختيارية في الأساس وقد ذكرها النحويون العرب القدماء ولذلك اختاروا هذا الفعل كي يكون القالب الذي تبنى عليه ...
مادة فرعية