تبحث الدراسة الحالية في دلالات الرمز اللوني في شعر فيديريكو غارثيا لوركا الذي ينتمي إلى شعراء القرن العشرين، إذ عاش 1936 ، شكَلت فيها إسبانيا -خاصة مدينة غرناطة- حضوراً نابضاً في شعره، ففاحت رائحتها من بين كلماته، - خلال الفترة 1898 وأضفت على شعره جاذبية خاصة نشأت عن ذلك التحول الدائم داخل قصائده من التصوير الحسي إلى اللمحة الفنية، ولم تخلُ قصيدة من قصائده من ذكر الألوان، وطغيان بعضها على الآخر، وهو ما شكَّل قيمةً فنيةً ذات بعد نفسي خالص، تكاد تكون لوحة تشكيلية يرسم من خلالها مناظر أندلسيةً غرناطية؛ مما حدا بالناقد الفرنسي والباحث في الحضارة الاسبانية )لويس باروت( إلى وصفه بعبارة )شاعر هائم بالألوان( في معرض دراسته لشعر لوركا؛ إذ وجد فيه شاعراً مفتوناً بالألوان إلى درجة الجنون. )التليسي، .) 1992 : ص 108. ويكمن إشكال البحث في أن الرمز اللوني بدا سمة بارزة في أعمال لوركا الشعرية، فهل هذا الرمز اللوني عكس نفسية الشاعر فجاء بصورة لم تألفها العين؟ أم كان الرمز اللوني عند لوركا تقليديا في صورته ومعناه؟. وتوصلت الدراسة إلى أن لوركا لم يكن يصف اللون باللون أو يصف اللون بالكلمة، أو الكلمة باللون، بل اتخذ اللون في شعره أكثر من شكلٍ وأكثر من مذاقٍ وأكثر من رائحة، منطبِعاً بذلك بخصوصية وذاتية لوركا. وقراءتنا لنصوصه الشعرية كشفت لنا بصورة واضحة عما تحفل به من ألفاظ تتصل بالألوان، كما كشفت لنا أن وعيه باللون اختزل معاناته، بالتصريح تارةً، والتشفير تارةً أخرى، حفاظاً على المستوى الأدائي في قصائده من جهة، وإبعاداً للنص عن المباشرة من جهة أخرى.
تبحث الدراسة الحالية في دلالات الرمز اللوني في شعر فيديريكو غارثيا لوركا الذي ينتمي إلى شعراء القرن العشرين، إذ عاش 1936 ، شكَلت فيها إسبانيا -خاصة مدينة غرناطة- حضوراً نابضاً في شعره، ففاحت رائحتها من بين كلماته، - خلال الفترة 1898 وأضفت على شعره جاذبية خاصة نشأت عن ذلك التحول الدائم داخل قصائده ...
مادة فرعية