يعد الشاعر نور الدين السالمي من شعراء الحقبة الأولى في عصر الحداثة في سلطنة عمان، وقد مثل تلك الحقبة خير تمثيل بما يمتلكه من ثقافة متشعبة امتدت إلى مناهل عديدة؛ إذ إنه من المؤلفين المكثرين في وقت شهد فتوراً ثقافياً ليس في سلطنة عمان فحسب وإنما في بقاع الوطن العربي كلها. وقد كان لتلك الثقافة الدور الأكبر في توجه الشاعر إلى الموروثات الدينية بالدرجة الأولى ومن ثمَّ الموروثات الأدبية في كثير من قصائده بحيث تغدو تلك القصائد جسدا بلا روح إذا نزع عنها تلك الموروثات. وفي هذا دلالة على كثرة تردد المشارب الثقافية في شعره وهي التي جعلته في حالة تناص حثيثة ومستمرة وعلى مساحة شاسعة بحيث نستطيع أن نضع أيدينا على آيات القرآن الكريم مرات عديدة مثلما نستطيع أن نضعها على الشعراء الأقدمين أمثال عنترة بن شداد العبسي والمتنبي اللذين كان لجوء الشاعر إليهما لافتاً للانتباه، فضلاً عن شعراء آخرين يأتون بمرتبة أدنى ومنهم عمرو بن كلثوم التغلبي وعمران بن حطان وطرفة بن العبد وغيرهم. وقد كان استحضار نصوص أولئك الشعراء القدماء إيذانا من الشاعر على توافق منطقي بين شعره وبين شعر السابقين عليه في الفكرة التي جعلته يلجأ إليهم مثلما أفاد من آيات القرآن الكريم في تثبيت دعائم نصه.
يعد الشاعر نور الدين السالمي من شعراء الحقبة الأولى في عصر الحداثة في سلطنة عمان، وقد مثل تلك الحقبة خير تمثيل بما يمتلكه من ثقافة متشعبة امتدت إلى مناهل عديدة؛ إذ إنه من المؤلفين المكثرين في وقت شهد فتوراً ثقافياً ليس في سلطنة عمان فحسب وإنما في بقاع الوطن العربي كلها. وقد كان لتلك الثقافة الدور ال...
مادة فرعية