تعد الوظيفة الاتصالية في مجال العلاقات العامة، مكونا أساسيا من مكونات أنشطة العلاقات العامة فمن خلالها يتم التعبير عن أهداف المؤسسة، وأنشطتها إلى جانب التواصل مع جمهورها الداخلي والخارجي، ويمثل الاتصال عنصرا مهما وحيويا في نشاط العلاقات العامة، لأنه يشكل الأداة الرئيسة للمؤسسات في إيصال رسائلها للجمهور من أجل تحقيق التوافق المصلحي بينهما. تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على طبيعة الوظيفة الاتصالية في مجال العلاقات العامة على عينة من مؤسسات القطاعين العام والخاص في سلطنة عمان، من خلال تحديد الوسائل الاتصالية التي تستخدمها، ومدى استخدامها للوسائل الإعلامية التقليدية والجديدة في علاقتها مع الجمهور والأنماط الاتصالية المختلفة، وأهمية أهداف ووظائف العلاقات العامة من وجهة نظر الطرفين. كما تسعى الدراسة إلى التعرف على مكانة ودور التخطيط والبحث العلمي في العملية الاتصالية والدور الذي تلعبه هاتین الوظيفتين الحيويتين في العملية الاتصالية بالمؤسسة، فضلا عن استخلاص مقترحات لرفع الكفاءة الاتصالية لدوائر العلاقات العامة في القطاعين العام والخاص. وتأتي أهمية هذه الدراسة كونها من الدراسات الأولى، على حد علم الباحث، التي تتناول الوظيفة الاتصالية في دوائر العلاقات العامة في القطاعين الحكومي والخاص في سلطنة عمان، حيث توفر نتائجها قاعدة معلوماتية يمكن الاعتماد عليها في مجال البحوث المستقبلية، لأغراض المقارنة وقياس التحولات في مجال الوظيفة الاتصالية للعلاقات العامة في المؤسسات العمانية، إلى جانب توفير معلومات يمكن البناء عليها، والإفادة منها، في تطوير الوظيفة الاتصالية لأجهزة العلاقات العامة في مؤسسات القطاعين العام والخاص. وتعد هذه الدراسة من الدراسات الوصفية التي تهدف إلى وصف ظاهرة معينة، لذا لجات الدراسة إلى المنهج المسحي، وتم استخدام الاستبيان كأداة لجمع البيانات والمعلومات، واعتمدت العينة العشوائية البسيطة في اختيار المؤسسات في القطاعين العام والخاص. وأظهرت نتائج الدراسة إلى أن نسبة الذكور الذين يتولون مواقع إدارية قيادية في مجال العلاقات العامة تفوق نسبة الذكور على الإناث في شغل المواقع القيادية لدوائر العلاقات العامة في كلا القطاعين، ففي القطاع الحكومي كانت نسبة الذكور 80% أما الإناث فقد بلغت 20%، وفي القطاع الخاص كانت نسبة الذكور 65% والإناث 35%، بزيادة قدرها 15% عن القطاع الحكومي. وبينت النتائج أن الفئة العمرية التي تتولى قيادة أجهزة العلاقات العامة بالمؤسسات الحكومية تقع في الفئتين العمريتين (25 - أقل من 36) والفئة العمرية (36 - أقل من 45) حيث شكلت النسبة الأكبر من شاغلي المناصب القيادية في العلاقات العامة بنسبة 35% لكل فئة منهما، في حين جاءت نسبة الفئة العمرية (أقل من 25 سنة) 10%، والفئة العمرية (45 سنة فأكثر) 20%. أما في القطاع الخاص فكانت النسبة الأكبر للفئة العمرية (25 - أقل من 36) إذ بلغت 70%، في حين كانت نسبة الفئة العمرية (36 - أقل من 45) % 20، والفئة العمرية (أقل من 25 سنة) 10%. وأظهرت النتائج أن نسبة الموظفين حملة الشهادة الجامعية الأولى هي النسبة الأكبر في كلا القطاعين، إذ أشارت النتائج إلى أن نسبة حملة البكالوريوس في القطاع الحكومي بلغت 65% وفي القطاع الخاص 80%، واحتل المؤهل العلمي ثانوية عامة المرتبة الثانية في القطاع الحكومي بنسبة 25%، أما في القطاع الخاص فقد بلغت نسبة حملة المؤهل العلمي دبلوم عالي في المرتبة الثانية بنسبة 10%، في حين تساوت نسبة حملة الماجستير في القطاعين حيث بلغت 5%. وأشارت النتائج إلى أن قيادات العلاقات العامة في القطاع العام ينتمون لثلاثة تخصصات رئيسية هي العلاقات العامة بنسبة بلغت 53 . 3 % والإدارة بنسبة وصلت 40% وتخصص اللغة الإنجليزية بنسبة 6 . 7 %، أما في القطاع الخاص فكانت نسبة المبحوثين الذين لديهم تخصص إدارة % 42 . 1 ، وتخصص العلاقات العامة 31 . 6 %، في حين كانت نسبة تخصصات إعلام عام، وصحافة، وإذاعة وتلفزيون، وتسويق، ولغة إنجليزية 5 . 3 % لكل تخصص منها. وحول الوسائل الاتصالية التي يستخدمها القطاعين أظهرت الدراسة أن الصحافة والإعلام الجديد يحتلان المكانة الأولى من حيث الاستخدام في كلا القطاعين، أما من حيث الأدوات الاتصالية التي يستخدمها القطاعين في التواصل مع الجمهور الخارجي والداخلي اوجدت الدراسة أن هناك تنوع في استخدام الأدوات الاتصالية، كما بينت الدراسة أن القطاع الخاص يستخدم الوسائل الاتصالية بشكل أكثر من القطاع الحكومي، لاسيما في استخدام شبكات التواصل الاجتماعي والذي يظهر تفوق واضح للقطاع الخاص في استخدامها عن القطاع الحكومي. وحول عنصري التخطيط والبحث العلمي في الوظيفة الاتصالية في دوائر العلاقات العامة في القطاع الحكومي والخاص، أظهرت الدراسة أن هذين العنصرين يشكلان العصب الرئيس للوظيفة الاتصالية في القطاع الخاص أكثر منه في القطاع الحكومي ، حيث أشارت النتائج أن 45% من المؤسسات الحكومية تقوم بعملية التخطيط بينما 95% من مؤسسات القطاع الخاص عينة الدراسة تقوم بعملية التخطيط، وأظهرت الدراسة أن 85% من مؤسسات القطاع الخاص تقوم بعملية البحث العلمي بينما % 20 من مؤسسات القطاع الحكومي تمارس البحث العلمي وخلصت الدراسة إلى مجموعة من العوائق والمشكلات التي تواجه العمل الاتصالي في القطاعين منها ما يتعلق بالكوادر البشرية أو الميزانية المخصصة لتنفيذ الأنشطة ومنها ما يتعلق بالدعم والمساندة من الإدارة العليا وأقسام المؤسسة الأخرى.
تعد الوظيفة الاتصالية في مجال العلاقات العامة، مكونا أساسيا من مكونات أنشطة العلاقات العامة فمن خلالها يتم التعبير عن أهداف المؤسسة، وأنشطتها إلى جانب التواصل مع جمهورها الداخلي والخارجي، ويمثل الاتصال عنصرا مهما وحيويا في نشاط العلاقات العامة، لأنه يشكل الأداة الرئيسة للمؤسسات في إيصال رسائلها للجم...