إن الاهتمام العلمي بالنبات من قبل العرب المسلمين بدأ مع العصر العباسي ، فقد استطاعوا دراسة الكثير من النباتات الطبية التي لم يسبقهم إلى دراستها أحد، وأدخلوها في العقاقير الطبية وتمكنوا من اكتشاف بعض النباتات التي لم تكن معروفة كالورد الأسود ، وإن يكسبوا بعض النباتات خصائص العقاقير في أثرها الطبي، وفي عهد المقتدر بالله ( 295- 320هـ / 908 – 932 م ) نقل علماء النبات العرب الأترج المدور من الهند وزرعوه في عُمان ثم نقلوه إلى البصرة والشام. ومن أشهر العلماء العرب الذين عنوا بالنباتات الطبية زكريا بن محمد القزويني ( 605 – 682 هـ / 1208- 1283م ) الذي وصف المئات من النباتات وحدد خصائصها الطبية. ولا شك في أن استخدام المسلمين العقاقير النباتية كان له الأثر الكبير في النهضة الطبية في التأريخ العربي الإسلامي. إن التراث العربي في علم النبات زاخر متسع وهو ما يزال بحاجة إلى انكباب العلماء العرب فيه وبحثه ودراسته واستخلاص النتائج العلمية مما أسفرت عنه جهود العلماء السابقين. ويعّد العالم العربي عبد الله ابن البيطار ( ت 646 هـ / 1248 م ) من أبرز العلماء المسلمين الذين لم يكتفوا بما استقوه من كتب اليونانيين عن علم النبات وإنما توصل إلى عدد كبير من النباتات ذات الأهمية الطبية التي لم يعرفها ولم يشر إليها أحد قبله. إن الإسهام العربي الإسلامي في تطوير الثقافة الإنسانية والحضارة البشرية في هذا الميدان إسهاما كبيرا ولقد شهد الكثير من علماء الغرب ومن المستشرقين فيه بعظم المساهمة العربية الإسلامية في تطوير العلوم الطبية نتيجة لاستخدام النباتات الطبية والحصول على نتائج طيبة ومتميزة بسبب حسن استخدام النباتات الطبية.
إن الاهتمام العلمي بالنبات من قبل العرب المسلمين بدأ مع العصر العباسي ، فقد استطاعوا دراسة الكثير من النباتات الطبية التي لم يسبقهم إلى دراستها أحد، وأدخلوها في العقاقير الطبية وتمكنوا من اكتشاف بعض النباتات التي لم تكن معروفة كالورد الأسود ، وإن يكسبوا بعض النباتات خصائص العقاقير في أثرها الطبي، وف...