تعد شخصية الشيخ سليمان باشا الباروني إحدى معالم الفكر والجهاد والإصلاح والسياسة والعلـم فـي النصف الأول من القرن العشرين بالبلاد العربية والإسلامية، فهـو الأديـب والمـؤرخ والمفـكر والمصلـح والسيـاسي والرحالة ورائد المدرسة الدينية (الاباضية) والعلمية التي سطعت على امتداد المغرب العربي وتواصـلت وتناغـمت مـع المشرق العربي والإسلامي.ترجع أصول هذا الشيخ الجليل إلى إحدى العائلات العُمانيةالعريقة (البروانية)، فلم يكن استقراره في المرحلة الأخيرة من حياته (1924-1940م)في سلطنة مسقط وعُمان بعيـداً عـن أجداده وأصولـه على الرغم من إجراءات منعه من السفر من قبل المستعمرين الايطاليين والفرنسيين والبريطانيين نحو البلاد العربية.تعد المرحلة العُمانية في حياة الشيخ الباروني إحدى المراحل التاريخية المهمة في مسيرتـه الجهاديـة والفكرية والإصلاحية ،فقد أسهمت هذه المرحلة في توثيق الصلات والروابط الدينية والفكرية بين المشرق والمغرب العربي الإسلامي،فضلاً عن تعزيز أواصر اللحمة والتعايش السلمي بيـن الأمـة الإسلاميـة والوقوف في وجه الإطماع الاستعمارية،وقد تقلد الشيخ الباروني في هذه المرحلة (العمانية) عدة مناصب وكُلف بعدة مهام من لدن إمام عُمان (محمد بن عبد الله الخليلي1919-1954م)،فقد كلفه بالمشاركة باسم الأمة العُمانية بحضورالمؤتمر الإسلامي في مصرأوغيرها من البلادالإسلامية لمناقشة قضية الخلافة والأماكن المقدسة،وكلفه بمهام الإفتاء والقضاء وبعض الأمورالشرعية والفقه،وقُلدَ الباروني منصب وزيرالدولة في حكومة الإمام الخليلي. بينما اعتمد سلطان مسقط (سعيد بن تيمور آل بوسعيد1932-1970م) عليه في تنفيذ مخططاته وإضفاء الشرعية الدينية على نفوذه في حكم البلاد.

تعد شخصية الشيخ سليمان باشا الباروني إحدى معالم الفكر والجهاد والإصلاح والسياسة والعلـم فـي النصف الأول من القرن العشرين بالبلاد العربية والإسلامية، فهـو الأديـب والمـؤرخ والمفـكر والمصلـح والسيـاسي والرحالة ورائد المدرسة الدينية (الاباضية) والعلمية التي سطعت على امتداد المغرب العربي وتواصـلت وتناغـ...