هدفت هذه الدراسة إلى إلقاء الضوء بصورة موسعة على هذه الإمامة التي استمرت لفترة بسيطة من الزمن ولكنها غيرت مجرى التاريخ اليمني لفترة طويلة من الزمن من حيث الفكر الإباضي الذي ساد بها وتبنتها فئة من سكان اليمن بصورة عامة وأهل حضرموت بصورة خاصة وقد اتبع الباحث فشي هذه الدراسة المنهج التحليلي القائم على دراسة وتحليل الروايات التاريخية ومحاولة التوفيق بين الروايات المختلفة وتوظيف الرواية الأقرب غلى الصحة بعد تتبع كل الروايات في المصادر التاريخية والفقهية. وتنقسم الدراسة إلى تمهيد وثلاثة فصول ، التمهيد الذي يتناول الوضع السياسي والاقتصادي لليمن والحجاز في أواخر عصر الدولة الأموية والتركيز على عهد الخليفة مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية أما الفصل الأول فتحدث فيه الباحث عن قيام الإمامة الإباضية في حضرموت والظروف المساعدة على ذلك، وتمكن الإباضية من السيطرة على اليمن بأكملها وإخضاعه لسيطرتهم وإخراج الوالي الأموي ، وذكر المعارك التي خاضها الإباضية من أجل السيطرة على اليمن، أما الفصل الثاني فتتبع فيه الباحث امتداد هذه الإمامة في الحجاز وتمكن الإباضية من السيطرة على مكة المكرمة والمدينة المنورة، وإخراج الوالي عبد الواحد بن سليمان من مكة المكرمة، أما الفصل الثالث ، فقد ركز الباحث فيه على سقوط هذه الإمامة على يد الجيش الأموي الذي أرسله مروان بن محمد، وتمكن هذا الجيش من إحراز الانتصارات الواحدة تلو الأخرى على الجيش الإباضي ثم تتبع الباحث هذه الإمامة حتى قضي على إمامها وزعيمها عبدالله بن يحيى الكندي، وتعرض الباحث للوجود الإباضي واستمراره في حضرموت بعد سقوط هذه الإمامة ، وأما الخاتمة فقد أبرز فيها الباحث النتائج التي توصل إليها من خلال تتبعه لهذه الفترة التاريخية ، وأهمها: أن هذه الإمامة كانت تمثل الغاية التي سعى من أجلها الإباضية وزعامتها ، وأن الإمام عبدالله بن يحيى الكندي لم تقم من فراغ فقد أعد لها الإباضية العدة منذ فترة من الزمن عن طريق تكوين قاعدة إباضية كبيرة في اليمن وأن الوجود الإباضي استمر في هذه المنطقة بعد القضاء على إمامة عبدالله بن يحيى الكندي وأن عددا كبيرا من العمانيين والقبائل الأخرى القادمة من البصرة اشتركوا في هذه الإمامة وهي التي شكلت الإمامة الإباضية الأولى في عمان

هدفت هذه الدراسة إلى إلقاء الضوء بصورة موسعة على هذه الإمامة التي استمرت لفترة بسيطة من الزمن ولكنها غيرت مجرى التاريخ اليمني لفترة طويلة من الزمن من حيث الفكر الإباضي الذي ساد بها وتبنتها فئة من سكان اليمن بصورة عامة وأهل حضرموت بصورة خاصة وقد اتبع الباحث فشي هذه الدراسة المنهج التحليلي القائم على ...