هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على واقع الممارسات الإشرافية التربوية لمديري المدارس الإعدادية والثانوية في سلطنة عمان المتعلقة بعملية النمو المهني للمعلمين ، والتي تمثل دورهم كمشرفين تربويين مقيمين بمدارسهم ، والوقوف على كل من الخبرة الإدارية لمديري المدارس ، وحجم المدرسة ، ومدى اكتمال الهيئة الإدارية بها على مدى ممارسة مديري المدارس الإعدادية والثانوية لمهام دورهم كمشرفين تربويين مقيمين ، وكذلك الوقوف على أثر الخبرة التدريسية للمعلمين العاملين في هذه المدارس على تصورهم لمدى ممارسة مديري مدارسهم لهذا الدور . وقد تألفت عينة الدراسة من ( 70 ) مديرا ومديرة مدرسة إعدادية وثانوية ، و ( 584 ) معلما ومعلمة ، تم اختيارهم بطريقة عشوائية من أكبر ثلاث مناطق تعليمية في سلطنة عمان ، هي : ( محافظة مسقط ، ومنطقة الباطنة ، والمنطقة الداخلية ) . وتم جمع بيانات الدراسة باستخدام استبانة من إعداد الباحث تضمنت ( 52 ) فقرة ، تمثل كل منها مهمة من المهام الإشرافية التربوية التي تدخل ضمن دور مدير المدرسة كمشرف تربوي مقيم ، ولاستخراج دلالة صدق هذه الأداة تم عرضها على ( 16 ) محكما من الأساتذة والمختصين التربويين ، كما تم استخراج دلالة ثباتها بتطبيقها أوليا في ( 12 ) مدرسة إعدادية وثانوية ، استبعدت فيما بعد عند التطبيق النهائي للدراسة ، وتم حساب معامل الثبات بطريقة ( ألفا كرونباخ ) . ووجد أن معامل الإتساق الداخلي للاستبانة يساوي ( 0،95 ) وهو معامل ثبات عال . وللإجابة عن أسئلة الدراسة تم استخدام المتوسطات الحسابية ، والإنحرافات المعيارية ، والأهمية النسبية ( الرتبة ) ، ومعامل التوافق لكاندال ( W ) ، وتحليل التباين الأحادي ، واختبار ( شيفيه ) للمقارنات المتعددة . وقد كانت أبرز نتائج الدراسة ما يلي : أن أكثر المهام الإشرافية التربوية ممارسة من قبل مديري المدارس الإعدادية والثانوية هي : * القيام بزيارات صفية للمعلمين بقصد تقويمهم وتحسين أدائهم . * متابعة عملية تحضير المعلمين لدروسهم ، وإبداء الملاحظات بشأنها . * الإشراف على تطبيق الاختبارات المدرسية وتسهيل إجراء اتها . * تبصير المعلم بجوانب القصور في أدائه ومساعدته في التغلب عليها . * توزيع المعلمين على لجان الأنشطة المدرسية بشكل يناسب تخصصاتهم وقدراتهم . * متابعة لجان الأنشطة المدرسية من خلال تقديم التسهيلات والوسائل التي تحتاجها . * متابعة مدى التزام المعلمين بأخلاقيات مهنة التعليم . أن أقل المهام الإشرافية التربوية ممارسة من قبل مديري المدارس الإعدادية والثانوية هي : * توجيه المعلمين للإفادة من البرامج الإذاعية والتلفزيونية التي تتصل بمهنتهم التربوية . * توجيه المعلمين إلى مراجع تربوية معينة تساعدهم على النمو المهني . * مساعدة المعلمين على تحليل وحدات دراسية مقررة بغرض تحسين عملية تدريسها . * دعوة بعض المختصين التربويين خلال العام الدراسي لإلقاء محاضرات ، أو طرح قضايا تربوية تهم المعلمين والطلبة . * المساهمة في إجراء البحوث الإجرائية التربوية لحل بعض المشكلات التي تطرأ في المدرسة . * التعاون مع مشرفي المواد الدراسية لعقد ندوات وورش تربوية لبحث قضايا تتعلق بتطوير العملية التربوية بالمدرسة . * تدريب المعلمين على كيفية إعداد واستخدام الوسائل التعليمية . * توجيه المعلمين في كيفية الإسهام في تقويم المناهج الدراسية وتطويرها . * التنسيق مع المشرفين التربويين للمواد الدراسية لتخطيط وتنفيذ دروس توضيحية يسترشد بها المعلمون . هذا وأشارت نتائج الدراسة أيضا إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في مدى ممارسة مديري المدارس الإعدادية والثانوية لمهام دورهم كمشرفين تربويين مقيمين ، تعزى للمتغيرات التالية : الخبرة الإدارية لمديري المدارس ، وحجم المدرسة ، ومدى اكتمال الهيئة الإدارية بالمدرسة . بينما أظهرت النتائج أن لمتغير الخبرة التدريسية للمعلمين أثرا على تصورهم لمدى ممارسة مديري مدارسهم لمهام دورهم كمشرفين تربويين مقيمين ، حيث ظهر أن المعلمين الأكثر خبرة تدريسية يرون أن مديري المدارس يمارسون مهام دورهم الإشرافي التربوي على نحو أفضل مما يراه المعلمون الأقل خبرة تدريسية . كذلك أشارت النتائج إلى أن هناك اتفاقا كبيرا ـ بشكل عام ـ في تصور كل من مديري المدارس الإعدادية والثانوية والمعلمين العاملين معهم بشأن مدى ممارسة مديري هذه المدارس لمهام دورهم كمشرفين تربويين مقيمين . وفي ضوء النتائج التي تم التوصل إليها ، أوصت الدراسة بعدد من التوصيات ، من أهمها : حث مديري المدارس الإعدادية والثانوية على الاهتمام بدورهم كمشرفين تربويين مقيمين ، وحث الجهات التربوية على مساعدتهم على التزود بالخبرات والمهارات التي تمكنهم من تطبيق مهام وأساليب الإشراف التربوي الحديث ، وتخفيف الأعباء الإدارية والخدمية الملقاة على عواتقهم ، وتوفير العناصر الإدارية المؤهلة والكافية لمعاونة مدير المدرسة على أداء مهامه في هذه الجوانب ، ليتمكن من القيام بمهام دوره الإشرافي التربوي . كما أوصت الدراسة بأهمية تدعيم وتطوير الممارسات الإشرافية التربوية التي أثبتت نتائج الدراسة قيام المديرين بها تجاه النمو المهني للمعلمين في مدارسهم بشكل عال ، والعمل على تحسين أدائهم للمهام الإشرافية التي أشارت نتائج الدراسة إلى تدني مستوى ممارستهم لها ، وأيضا بالعمل على تدعيم العلاقة بين مديري المدارس باعتبارهم مشرفين تربويين مقيمين ، والمشرفين التربويين للمواد الدراسية ، بما يحقق التكامل بين دوريهما ، وبتطبيق نظام المعلم الأول في المدارس الإعدادية والثانوية في السلطنة ، وخاصة في المدارس الكبيرة ، بغية تخفيف العبء عن مدير المدرسة الإعدادية والثانوية . واقترحت الدراسة إجراء دراسات تتناول جوانب أخرى تتعلق بهذا المجال ، مثل دور المشرفين التربويين في تنمية المعلمين مهنيا وفق نظام التوجيه التربوي المعمول به في السلطنة حاليا ، وعلاقة مدير المدرسة الإعدادية والثانوية باعتباره مشرفا تربويا مقيما بالمشرف التربوي المختص ، ومدى أثرها على العملية الإشرافية بالمدرسة العمانية وعلى تنمية المعلمين مهنيا ، والنمط القيادي لمديري المدارس الإعدادية والثانوية في سلطنة عمان وعلاقته بالنمو المهني للمعلمين في هذه المدارس
هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على واقع الممارسات الإشرافية التربوية لمديري المدارس الإعدادية والثانوية في سلطنة عمان المتعلقة بعملية النمو المهني للمعلمين ، والتي تمثل دورهم كمشرفين تربويين مقيمين بمدارسهم ، والوقوف على كل من الخبرة الإدارية لمديري المدارس ، وحجم المدرسة ، ومدى اكتمال الهيئة الإدارية ...