يعتبر العنف ضد الزوجة من القضايا الحديثة موضوعا إلا أنها ممارسة قديمة تقع في إطار المشاكل الزوجية ، وتشير أرقام منظمة العفو الدولية إلى أن هناك مليار امرأة في العالم يتعرضن للعنف ، مما يؤكد أنه عنف يتغذى على ثقافة عالمية ترفض المساواة في الحقوق مع الرجال وتبيح العنف ضد النساء ، إلا أن اهتمام المجتمع الدولي بالمشكلة يسر للدارسين الاهتمام بالقضية ومحاولة الكشف عن أبعادها . ويظهر العنف ضد الزوجات في كل الدول الإسلامية بالرغم من مبادئ الإسلام الواضحة التي تحرم تلك الممارسات وتنادي بضرورة بناء أسرة سوية قائمة على أسس صحيحة وخالية من الأمراض النفسية والمشكلات الاجتماعية . والعنف ضد الزوجة في حقيقته عنف شامل ضد المجتمع وله تأثير كبير على المدى البعيد ، لذا من الضروري توجيه كافة التخصصات والمنظورات البحثية لوضع آليات للحد من تلك المشكلة قبل أن تصبح ظاهرة في المجتمع ، وهذا مادفع الباحثة لمحاولة الكشف بأسلوب علمي عن جوانب مشكلة العنف ضد الزوجة في المجتمع العماني للوصول إلى تحقيق الأهداف التالية : 1 ـ التعرف على مشكلة العنف ضد الزوجة في المجتمع العماني . 2 ـ الأسباب المؤدية إلى العنف ضد الزوجة . 3 ـ التعرف على نتائج العنف وآثاره على الزوجة . 4 ـ التعرف على ردود أفعال الزوجة تجاه العنف الذي تتعرض له . 5 ـ التعرف على الخدمات الاجتماعية والنفسية للتعامل مع مشكلة العنف ضد الزوجة . وقد تناولت الباحثة في دراستها العديد من النظريات المفسرة للمشكلة والمنطلقة من المنظور النفسي والاجتماعي بعضها يفسر ، لماذا يقوم الأزواج بالعنف ؟ والأخرى تعلل سبب استمرارية العلاقة الاستغلالية التي تجعل الزوجات عرضة للعنف . كما عرضت رأي الإسلام في العنف ضد الزوجة ، مع توضيح الأوضاع الاجتماعية للمرأة في المجتمع العماني قبل النهضة وبعدها ، والتغيرات الطارئة على المجتمع والتي شكلت مناخا لظهور العنف . مع احترام خصوصية المجتمع العماني والآثار المترتبة على وجود تلك المشكلة . واعتمدت الباحثة في دراستها على الدراسة الوصفية ، وذلك باستخدام استمارة مقابلة للزوجات وعددهن 140 زوجة ، وذلك بسحب عينة عمدية شملت الزوجات من كافة ولايات محافظة مسقط ، ودليل مقابلة للخبراء والمتخصصين في التعامل مع مشكلة العنف . وتوصلت الدراسة إلى نتائج عديدة أهمها : العنف اللفظي ، العنف الاقتصادي ، العنف الجسدي : العنف الجنسي ، وكل أشكال العنف تتكرر بصفة مستمرة ولا ترتبط بوقت معين منذ بداية الزواج . وقد ترجع الأسباب المؤدية للعنف إلى أسباب عامة ، مثل القوانين المتعلقة بالأسرة ومدى الوعي بها ، أو أسباب خاصة بالزوجين . وتتضح ردود أفعال الزوجة تجاه العنف إما داخل نطاق الأسر ، أو خارج نطاق الأسرة باللجوء إلى الأصدقاء أو الأهل أحيانا ، واللجوء لبعض الجهات والمؤسسات ، سواء كانت الحكومية كالمحاكم ، الشرطة ، أو الأهلية كجمعيات المرأة العمانية . كذلك أوضحت الدراسة ، النتائج المترتبة على الزوجة نتيجة ممارسة العنف ضدها سواء كانت الجسدية ، النفسية ، أو الجنسية . وقد اهتمت الدراسة بمحاولة وضع وتحديد دور الجهات والتخصصات الاجتماعية والنفسية في حل مشكلة العنف ضد الزوجات من خلال وضع تصور مقترح للخدمات الاجتماعية والنفسية التي يمكن أن تقدم للزوجات اللاتي يعانين من العنف . وخرجت الدراسة بمجموعة من التوصيات والمقترحات التي ركزت على أهمية تفعيل القوانين والتشريعات الخاصة بالمرأة وحمايتها من العنف الممارس ضدها ، وتدريب المتخصصين الاجتماقعيين والنفسيين على الأساليب الحديثة والعلمية للتعامل مع الحالات التي تعاني من العنف
يعتبر العنف ضد الزوجة من القضايا الحديثة موضوعا إلا أنها ممارسة قديمة تقع في إطار المشاكل الزوجية ، وتشير أرقام منظمة العفو الدولية إلى أن هناك مليار امرأة في العالم يتعرضن للعنف ، مما يؤكد أنه عنف يتغذى على ثقافة عالمية ترفض المساواة في الحقوق مع الرجال وتبيح العنف ضد النساء ، إلا أن اهتمام المجتمع...