تناولت هذه الدراسة موضوع "المشكلات التعليمية والتركيبية التي تواجهها المعاهد التدريبية في سلطنة عمان كما يرياها مديرو هذه المعاهد". وتهدف هذه الدراسة إلى الكشف عن المشكلات التي تواجه تلك المعاهد، واقتراح الحلول الملائمة لرفع مستوى القدرات والأداء لتلك المعاهد، والنهوض بنوعية التدريب لتلبية احتياجات الإقتصاد الوطني لسلطة عمان من العمالة الوطنية المؤهلة بالإضافة إلى أن هذه الدراسة سوف تساعد متخذي القرار على رسم سياسات ، واتخاذ اجراءات تنفيذية للحد من تلك المشكلات، وتفعيل دور المعاهد نحو تحقيق أهداف في رفع الأيدي العاملة الوطنية. وقد تألفت عينة الدراسة من (100) معهد تدريب خاص موزعة في جميع مناطق ومحافظات السلطنة . ولتحقيق أهداف الدراسة تم استخدام استبانة قامت الباحثة ببنائها لمعرفة واقع المشكلات التعليمية والتدريبية التي تواجهها المعاهد التدريبية الخاصة في سلطنة عمان. وقد تكونت الإستبانة من (40) فقرة موزعة على أربع أبعاد هي المحتوى التدريبي والأساليب التعليمية ، والمتدربين، والمدربين ، والموقع والبرامج والتجهيزات الفنية وورش العمل. وقد تم التأكد من صدق الإستبانة وثباتها . وقد تم قياس تلك الأبعاد وفقا للمتغيرات المستقلة التالية: خبرة، ومؤهلات مدير المعهد التدريبي ، وجنسية مدير المعهد، وطبيعة عمل المعهد (إداري ، فني ، حرفي،) وحجم المعهد التدريبي .واستخدمت الرزمة الإحصائية للعلوم الإجتماعية (SPSS) في معالجة البيانات إحصائيا ، حيث استخرجت المتوسطات، والإنحرافات المعيارية، والأهمية النسبية (الرتبة) لكل فقرة من الفقرات المكونة للأبعاد الأربعة المتعلقة بالمشكلات التعليمية والتدريبية التي تواجه مديري المعاهد التدريبية الخاصة كذلك تم حساب المتوسطات، والإنحرافات والأهمية النسبية، وتحليل التباين الأحادي لكل بعد منة الأبعاد المكونة للإستبانة المتعلقة بالمشكلات التعليمية والتدريبية التي تواجهها المعاهد التدريبية الخاصة من وجهة نظر مديريها. وقد أبرزت نتائج الدراسة أن أهم الفقرات التي حصلت على متوسط مقداره (3) فأكثر هي : قلة إلمام المتدربين باللغة الإنجليزية ، والمستوى التحصيلي السابق الذي يؤثر على مدى إستفادتهم من البرامج التدريبية، وعدم شعور المتدربين بأنهم يكتسبون مهنة من البرامج التدريبية ، وضعف إقبال المتدربين على البرامج التدريبية . وهذا يعني أن جوهر المشكلات التي تواجه المعاهد التدريبية الخاصة يكمن في خصائص المتدربين العلمية والمسلكية ، مما أسهم في تدني استعابهم لمحتوى البرامج التدريبية. وهذا فرض على المتدربية ضعف الدافعية ، وسيادة الإعتقاد بأن البرامج غير كافية لاكتسابهم مهنة ، مما أدى في النهاية زيادة نسبة التسرب لتلك المعاهد. ، كذلك أظهرت النتائج إجماعا من قبل المديرين على وجود مشكلات متعلقة بالمتدربين ومشكلات متعلقة بالموقع، والبرامج، والتجهيزات الفنية، وورش العمل. وقد اختلفت آراء المديرين وفق خبراتهم من حيث المحتوى التدريبي والمشكلات المتعلقة بالمديريين . إذ يرى ذوو الخبرة تعزيز المحتوى التدريبي والأساليب التعليمية في حيث يرى محدودو الخبرة كفاية المحتوى التدريبي والأساليب التعليمية. واختلفت آراء المديرين وفق خبراتهم حول المشكلات المتعلقة بالمدربين، ولغة التدريب المستخدمة، إذ يرى بعضهم ضرورة استخدام اللغة الإنجليزية في التدريب بينما يرى البعض الآخر استخدام اللغة العربية على اعتبارها تسهل ايصال المعلومات المطلوبة للمتدربين ، ومن جهة أخرى أجمع المديرون على وجود المشكلات التي تضمنتها الدراسة ، بغض النظر عن مؤهلاتهم العلمية وجنسياتهم، كذلك أجمع المديرون على اختلاف تلك المشكلات باختلاف أحجام المعاهد التدريبية الخاصة. حيث يرى بعضهم إيجابية حجم المعهد في تلاقي تلك المشكلات ، بينما يرى البعض الآخر عكس ذلك ومن هنا جاءت الفروق كبيرة وذات دلالة إحصائية. وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من التوصيات المقترحة لتطوير واقع المعاهد التدريبية الخاصة في سلطنة عمان، في ضوء نتائج الدراسات والإتجاهات الحديثة للتدريب المهني
تناولت هذه الدراسة موضوع "المشكلات التعليمية والتركيبية التي تواجهها المعاهد التدريبية في سلطنة عمان كما يرياها مديرو هذه المعاهد". وتهدف هذه الدراسة إلى الكشف عن المشكلات التي تواجه تلك المعاهد، واقتراح الحلول الملائمة لرفع مستوى القدرات والأداء لتلك المعاهد، والنهوض بنوعية التدريب لتلبية احتياجات ...