هدفت هذه الدراسة إلى بناء برنامج مقترح لعلاج الأخطاء الشائعة في الإملاء لدى طلاب المرحلة الإعدادية بسلطنة عمان، وانبثق هذا الهدف من مشكلة الدراسة الحالية، التي تحددت في وجود الأخطاء الإملائية الشائعة لدى الكثير من طلاب المرحلة الإعدادية بصفوفها الثلاثة في مدارس السلطنة. ولتحقيق هذا الهدف ، سعت الدراسة الحالية إلى الإجابة عن الأسئلة الآتية: 1- ما الأخطاء الشائعة في الإملاء لدى طلاب المرحلة الإعدادية بسلطنة عمان؟ 2- ما الأسباب المؤدية إلى شيوع هذه الأخطاء؟ 3- ما البرنامج المقترح لعلاج هذه الأخطاء؟ وقد تألفت عينة الدراسة من مجموعتين: الأولى من الطلاب وبلغ حجمها (422) طالبا، من طلاب المرحلة الإعدادية بصفوفها الثلاثة للعام الدراسي 1994/1993م ، بالمدارس الحكومية التابعو للمديرية العامة للتربية والتعليم بالمنطقة الداخلية بسلطنة عمان، أما العينة الثانية فقد بلغ حجمها تسعين من موجهي اللغة العربية ومعلميها للمرحلة الإعدادية في مدارس المنطقة ذاتها. وقد استخدمت الدراسة المنهج الوصفي، واعتمدت على أساليب إحصائية متعددة كالتكرارات والنسب المئوية والمتوسطاتن واتبع الباحث إجاراءات بحثية عديدة للإجابة عن أسئلة الدراسة، تمثلت في بناء أدوات ميدانية متنوعة، فللإجابة عن السؤال الأول المتعلق بنوعية الأخطاء الشائعة في الإملاء لدى طلاب المرحلة الإعدادية، قام الباحث بتطبيق اختبار موضوعي متدرج في الإملاء على الطلاب عينة الدراسة، بعد التأكد من صدقه عن طريق عرضه على مجموعة من المحكمين، وحساب معامل ثباته باستخدام معادلة سبيرمان ويراون للتجزئة النصفية، فكان في الصف الأول ألإعدادي (0,89)، وفي الصفين الثاني والثالث الإعداديين (0,96). وبالإضافة إلى تطبيق الإختبار، تم تحليل محتوى عينة من كتابات الطلاب أنفسهم المتمثلة في بعض موضوعات الإملاء والتعبير الكتابي، وقد استخدم الباحث لرصد الأخطاء الشائعة في هذه النماذج الكتابية الخاصة بهؤلاء الطلاب بطاقة رصد الأخطاء الإملائية التي صممت لهذا الغرض. وللإجابة على السؤال الثاني للدراسة المتعلق بالأسباب المؤدية إلى شيوع الأخطاء الإملائية، قام الباحث بتطوير استبانتين لتعرف هذه الأسباب، تم تطبيق الأولى على موجهي اللغة العربية ومعلميها، بينما طبقت الثانية على الطلاب عينة الدراسة، وذلك بعد التأكد من صدقهما بعرضهما على المحكمين، وحساب معامل ثباتهما عن طريق الإتساق الداخلي باستخدام معادلة 'ألفا كرونباخ'. بلغ في الإستبانة الأولى (0,96)، وفي الإستبانة الثانية (0,92) كما حسب معامل ثباتهما أيضا بطريقة إعادة التطبيق، فكان في الأولى (0,86) وفي الثانية (0,68) وهو دال إحصائيا عند مستوى (0,001). أما السؤال الثالث المرتبط بالبرنامج المقترح لعلاج هذه الأخطاء، فقد تمت الإجابة عنه خلال بناء برنامج مقترح لعلاج عينة من أهم الأحطاء الإملائية التي شاعت بين طلاب الصف الثاني الإعدادي. وكان هذا البرنامج قد أعد في صورته المتكاملة بعد التوصل إلى الأخطاء الشائعة في الإملاء لدى طلاب المرحلة الإعدادية بصفوفها الثلاثة، وتعرف الأسباب المؤدية إليها، وقد قام الباحث بعرض هذا البرنامج على مجموعة من المحكمين المتخصصين في اللغة العربية وطرائق تدريسها، وتوجيهها: لتعديله وإقراره، فأصبخ بعد ذلك في صورته النهائية القابلة للتطبيق.د وقد توصلت الدراسة الحالية إلى العديد من النتائج المهمة ، يمكن تقسيمها إلى محورين: أولا: الأخطاء الشائعة في الإملاء لدى طلاب الإعدادية بصفوفها الثلاثة، وقد تمثلت أهم هذه الأخطاء في الآتي: 1- الخطأ في استخدام علامات الترقيم. 2- الخطأ في كتابة الألف اللينة. 3- عدم التمييز بين التاء المربوطة، والهاء في آخر الكلمة. 4- عدم التمييز بين ألف الوصل وهمزة القطع. 5- الخطأ في كتابة الهمزة في وسط الكلمة وآخرها: على الياء ، وعلى الألف. 6- الخطأ في كتابة الحروف المشددة. ثانيا: أهم الأسباب المؤدية إلى شيوع الأخطاء الإملائية لدى طلاب المرحلة الإعدادية من وجهة نظر موجهي اللغة العربية ومعلميها، ومن وجهة نظر الطلاب. وتوصلت الدراسة الحالية في هذا المجال إلى أن شيوع الخطأ الإملائي لا يعود إلى سبب واحد بعينه، بل هناك أسباب متداخلة مع بعضها، وتتمثل في: المنهج الدراسي، والازدواجية اللغوية التي يعيشها الطالب، والنظام التعليمي، وطريقة التدريس المتبعة، والمعلم ، والطالب، وخصائص الكتابة العربية وطبيعة الإملاء العربي، وقد تمثلت أهم هذه الأسباب في الآتي: 1- عدم تخصيص كتاب مستقل لموضوعات الإملاء للطلاب في المرحلة الإعدادية. 2- وجود التداخل والإزدواح اللغوي بين اللغة العربية الفصحى، واللغات الأخرى، واللهجات العامية. 3- الترفيع التلقائي للطلاب الضعاف في السنوات الدراسية الأولى من المرحلة الإبتدائية. 4- قلة تدريب طلاب المرحلة الإعدادية على رسم المهارات الإملائية. 5- ثقل العبء التدريسي الملقى على عاهل معلم اللغة العربية. 6- قلة اهتمام أولياء الأمور بمتابعة أبنائهم دراسيا. 7- صعوبة بعض القواعد الإملائية المقررة على طلاب المرحلة الإعدادية. 8- ضعف إلتزام كل من المعلم والطالب بالتحدث باللغة العربية الفصحى داخل المدرسة وخارجها. وفي ضوء النتائج السابقة التي كشفت عنها الدراسة ، قدم الباحث العديد من التوصيات التي يتمثل أهمها في ضرورة إعداد كتاب مستقل للإملاء ، وتخصيص حصة كاملة لتدريس الإملاء أسبوعيا ، والتصويب الفوري للأخطاء الإملائية التي يقع فيها الطلاب. على حين تركزت أهم المقترحات في إجراء دراسات ميدانية تتصل بالإملاء في مراحل التعليم العام الأخرى، وتصميم عدد من الإختبارات الموضوعية المقننة في الإملاء بالمرحلتين: الإبتدائية والإعدادية ، وبناء برامج لعلاج الأخطاء الشائعة في الإملاء لدى طلاب الصفين الأول والثالث الإعداديين ، استرشادا بأهم الأخطاء التي أظهرتها نتائج الدراسة الحالية في هذين الصفين
هدفت هذه الدراسة إلى بناء برنامج مقترح لعلاج الأخطاء الشائعة في الإملاء لدى طلاب المرحلة الإعدادية بسلطنة عمان، وانبثق هذا الهدف من مشكلة الدراسة الحالية، التي تحددت في وجود الأخطاء الإملائية الشائعة لدى الكثير من طلاب المرحلة الإعدادية بصفوفها الثلاثة في مدارس السلطنة. ولتحقيق هذا الهدف ، سعت الدرا...