هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على واقع التمكين الوظيفي للمرأة العمانية في وزارة التربية والتعليم بسلطنة عمان ، وذلك من وجة نظر النساء العاملات في المراكز القيادية الوسطى ( مدراء العموم ونوابهم ـ مدراء الدوائر ونوابهم ـ رؤساء الأقسام ) . تكون مجتمع الدراسة الأصلي من ( 75 ) امرأة ، أما عينة الدراسة فقد تكونت من ( 56 ) إمرأة من النساء العاملات في وزارة التربية والتعليم والمديريات ومكاتب الإشراف التابعة لها في المناطق والمحافظات التالية ( مسقط ، الداخلية ، ظفار ، مسندم ، الباطنة جنوب ، الباطنة شمال ، الشرقية جنوب ، الشرقية شمال ، الظاهرة ، البريمي ) . وقد استخدمت الباحثة لهذه الغاية استبانة تكونت من ( 57 ) مفردة ، تم تطويرها والتأكد من صدقها وثباتها،حيث تم تقسيم الإستبانة إلى أربعة محاور هي : الوعي بأهمية التمكين ، أبعاد التمكين ، تمكين المرأة ، فاعلية اتخاذ القرار . ولتحليل البيانات تم استخدام التكرارات ، والمتوسطات الحسابية ، والإنحرافات المعيارية ، وتحليل التباين الأحادي (one-way ANOVA ) وتحليل التباين المتعدد ، ونتائج اختبار شيفيه (Scheffe ) للمقارنات البعدية . وقد بينت نتائج الدراسة الميدانية ما يلي : 1 ـ يتضح من المتوسطات الحسابية أن غالبية أفراد عينة الدراسة يرون أن تمكين المرأة متحقق بدرجة ( مرتفعة ) في وزارة التربية والتعليم بسلطنة عمان . 2 ـ توصلت الباحثة أنه على الرغم من ارتفاع مستوى التمكين الوظيفي ( للمرأة ) إلا أنه هناك عوامل داخل بيئة المجتمع قد تحد من إيجابيات التمكين وتؤثر على مستوى تحققه . 3 ـ أعلى متوسط حسابي لاستجابات أفراد عينة الدراسة سجل لصالح الفقرة ( 5 ) والمتضمنة " يزرع التمكين الثقة لدى الموظف ويشعره بأهميته في تحقيق أهداف المؤسسة " وقدره ( 4،59 ) وجاء بدرجة (مرتفعة ) وهي تقع ضمن فقرات المحور الأول " الوعي بأهمية التمكين " . 4 ـ أدنى متوسط حسابي لاستجابات أفراد عينة الدراسة سجل لصالح الفقرة ( 36 ) والمتضمنة " تعرضي يوميا لصراع الدور ( زوجة / موظفة ) ، يعيق تطلعي لمناصب إدارية عليا " وقدره ( 2،04 ) وجاء بدرجة ( منخفضة ) وهي تقع ضمن فقرات المحور الثالث " تمكين المرأة " . 5 ـ أعلى المتوسطات الحسابية لاستجابات أفراد عينة الدراسة على محاورها قد سجلت لصالح محور " الوعي بأهمية التمكين " بمتوسط حسابي بلغ ( 4،10 ) وبدرجة ( مرتفعة ) ، تلاه محور " فاعلية اتخاذ القرار " بمتوسط حسابي بلغ ( 3،93 ) وبدرجة ( مرتفع ) ، فمحور " أبعاد التمكين " بمتوسط حسابي بلغ ( 3،83 ) وبدرجة ( مرتفع ) ، وأخيرا محور " تمكين المرأة " بمتوسط حسابي بلغ ( 2،28 ) وبدرجة ( منخفضة ) . 6 ـ لم تكن هناك فروق دالة إحصائيا لمحاور إستبانة التمكين الوظيفي حسب متغير " سنوات الخبرة الإدارية " . 7 ـ لقد ظهرت الفروق دالة إحصائيا حسب متغير " المسمى الوظيفي " لصالح منصب " مدير عام ونائبه " . 8 ـ لم تكن هناك فروق دالة إحصائيا لمحاور إستبانة التمكين الوظيفي تبعا لمتغير " المؤهل العلمي " . وبناءا على نتائج هذه الدراسة أوصت الباحثة بعدد من المقترحات من أبرزها ، التأكيد على تعزيز دور المرأة وتمكينها الوظيفي في المستويات الإدارية والقيادية بسلطنة عمان ، والتركيز على توضيح أهمية دور المرأة في المستويات الإدارية ، وإعطائها الفرصة لشغل مناصب إدارية عليا ، نظرا لما تتمتع به من مؤهلات وقدرات تمكنها من الاضطلاع بأدوارها في المجتمع ، وصولا بها إلى مواقع صنع القرار ، وكذلك عقد دورات وندوات وورش عمل حول أهمية تمكين المرأة وخاصة في الوظائف الإدارية العليا ، ليتم من خلالها التعريف بالتأثيرات السلبية لأسلوب المركزية الشديدة ، واحتكار السلطة من قبل الرؤساء ، وتشجيع الأفراد على تقبل فكرة التمكين والعمل بها ، والإهتمام بالمرأة العمانية العاملة والمؤهلة ، وإفساح المجال أمامها للمساهمة في شغل المناصب الإدارية العليا ، للمشاركة في مسيرة التنمية الشاملة المستدامة التي تستهدفها السلطنة ، كما تأمل الباحثة إجراء المزيد من الدراسات والبحوث في مجال تمكين المرأة العمانية في كافة الدوائر .
هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على واقع التمكين الوظيفي للمرأة العمانية في وزارة التربية والتعليم بسلطنة عمان ، وذلك من وجة نظر النساء العاملات في المراكز القيادية الوسطى ( مدراء العموم ونوابهم ـ مدراء الدوائر ونوابهم ـ رؤساء الأقسام ) . تكون مجتمع الدراسة الأصلي من ( 75 ) امرأة ، أما عينة الدراسة فقد ...