الأوضاع السياسية العمانية (1932-1954)

العتيقي، ناصر بن سعيد بن مبارك.

لقد مر تاريخ الخليج الحديث والمعاصر بعدة مراحل من حيث التدوين فقد كتب في المرحلة الأولى بأقلام هواة أجانب من المستشرقين، والرحالة والمغامرين، وحتى الموظفين الرسميين، ولقد أسعفتهم الفترة الزمنية والمبكرة التي زاروا فيها المنطقة والمناصب الرسمية التي تقلدوها، وقربهم من مراكز صنع القرار، وندرة الكتابات العربية التي تتحدث عن التاريخ الخليجي بصفة عامة والعماني بصفة خاصة، واتسمت كتابتهم بقدر من الإنطباعات الشخصية. أما المرحلة الثانية فقد عني بها مؤرخون عرب سواء من مصر أم الشام أم العراق أم غير ذك من المتخصصين في علم التاريخ، وقد إعتمد هؤلاء المؤرخون كثيرا على ما كتبه الأجانب، وكذا التقارير الرسمية للوكالات الأجنبية في الخليج بمختلف توجهاتها، وخدم هؤلاء المؤرخون والكتاب العرب البحث العلمي التاريخي بصورة جيدة، لما تحروه من دقة علمية، وتجنبوا الوقوع في المغالطات التي وقع فيها الأجانب بصورة متعمدة أو غير متعمدة، كما نظر بعضهم إلى التاريخ الخليجي والعماني من منظور قومي عربي وإقليمي. وفي المرحلة الثالثة جاءت كتابات الباحثين من دول الخليج ، حيث أضافوا كثيرا اعتمادهم على مصادر جديدة أكسبت دراساتهم قدرا من المصداقية بحكم معايشتهم للواقع التاريخي والجغرافي. وقد أضافت هذه الكتابات العربية أو الاجنبية كثيرا من الحقائق التاريخية وخصوصا في تاريخ عمان الحديث الذي تعرض لقدر كبير من التشويه في السابق، لكن دراسات عديدة قد ازالت كثيرا من الغموض الذي تعرض له التاريخ العماني على الوجه الخصوص. وقد كتبت الكثير من الدراسات في التاريخ الحديث والمعاصر لسلطنة عمان، وخصوصا فترة حكم السلطان سعيد بن تيمور التي تمتد من عام 1932 إلى 1980 إلا أن الكثير من الباحثين مروا مرور الكرام على الفترة الأولى لحكم السلطان سعيد تيمور، وهي الفترة من عام 1932 إلى 1954، بحجة أن هذه الفترة لم تشهد أحداثا لافتة، لكن هذا الرأي قد جانبه الصواب وخصوصا على ضوء الوثائق والمصادر الجديدة التي كشفت عن قدر هائل من المعلومات التي لم تتح من قبل لكثير ممن كتبوا عن هذه الفترة، لذا جاء اختيار الباحث لهذا الموضوع، الذي يشكل حقبة تاريخية مهمة من تاريخ عمان، وخصوصا ما تعرض له السلطان سعيد بن تيمور من جانب المعارضة العمانية التي مارست قدرا هائلا من الضغوط عليه. ومن الدراسات التي تحدثت عن فترة حكم السلطان سعيد بن تيمور دراسة (لازم لفتة ذياب، 1984، تحت عنوان المعارضة السياسية في سلطنة عمان 1955-1985)، ودراسة -محمد رشيد عباس، 1977 وموضوعها التطورات السياسية في عمان وعلاقتها الخارجية 1932-1970) ، ودراسة (عبد الله بن علي الشحي، 2005 عن الإمامة في عمان 1954-1973)، ودراسة (سالم بن عقيل مقيبل، في عام 2005، عن عمان بن التجزئة والوحدة 1913-1976)، وأيضا دراسة (محمد سعيد العمري، عن ظفار الثورة في التاريخ العماني المعاصر 2004). ولقد تناول الباحث في هذه الدراسة الأوضاع السياسية العمانية في عهد السلطان سعيد بن تيمور خلال الفترة من 1932 إلى 1954 لما تشكله من أهمية كبيرة يمكن تسميتها بمرحلة التوافق السلمي ، ففي عام 1932 تولى السلطان سعيد بن تيمور الحكم في البلاد، وفي عام 1954 توفى الإمام محمد بن عبد الله الخليلي وبدأت بعدها مرحلة جديدة في عمان هي مرحلة المواجهة العسكرية والسياسية. وقام الباحث بتقسيم الدراسة إلى خمسة فصول، كما قدم لها بفصل تمهيدي يعتبر سردا سريعا للأحداث السياسية والإقتصادية التي مرت بها عمان قبل حكم السلطان سعيد بن تيمور. ففي الفصل الأول يتتبع الباحث طريقة إنتقال الحكم بشكل سلمي من السلطان تيمور بن فيصل إلى ولده السلطان سعيد بن تيمور، ويعدد الباحث في هذا الفصل بعض جهود السلطان سعيد بن تيمور لتثبيت سلطة الدولة في بلاده. أما في الفصل الثاني فيتناول الباحث عددا من المواقف التي اتخذها السلطان سعيد للضغط على البريطانيين الذين رفضوا التعاون معه من أجل تثبيت سلطة دولته في داخل عمان كما فعلوا في الساحل، كما يتتبع الباحث نتيجة هذه الضغوطات، وردة فعل البريطانيين في مراجهتها. وفي هذا الفصل يتابع الباحث أهم محطات الرحلة التاريخية للسلطان سعيد بن تيمور حول العالم خلال الفترة من 9 نوفمر 1973 إلى 13 يوليو 1938. كما يتناول الباحث الإصلاحات الإقتصادية التي قام بها السلطان سعيد بن تيمور في الفترة من عام 1932 إلى عام 1939 وأهم نتائجها. وفي الفصل الثالث يتناول الباحث أوضاع عمان خلال الحرب العالمية الثانية في الفترة من 1939 إلى 1945 وتأثيرها على السلطنة، كما يعدد أهم التغيرات السياسية العالمية بعد الحرب وتأثيرها في إضعاف الوجود الإستعماري البريطاني في المنطقة، كما يتناول الباحث العلاقات بين السلطنة وكلا من بريطانيا والولايات المتحدة بعد الحرب

لقد مر تاريخ الخليج الحديث والمعاصر بعدة مراحل من حيث التدوين فقد كتب في المرحلة الأولى بأقلام هواة أجانب من المستشرقين، والرحالة والمغامرين، وحتى الموظفين الرسميين، ولقد أسعفتهم الفترة الزمنية والمبكرة التي زاروا فيها المنطقة والمناصب الرسمية التي تقلدوها، وقربهم من مراكز صنع القرار، وندرة الكتابات...

المؤلف : العتيقي، ناصر بن سعيد بن مبارك.

مشرف : محمد صابر عرب

بيانات النشر : مصر : جامعة الدول العربية، 2007مـ.

سلطنة عمان - الأحوال السياسية - 1932-1954

سلطنة عمان - تاريخ - 1932-1954

سلطنة عمان - تاريخ - العصر الحديث

الدرجة العلمية : ماجستير

لا توجد تقييمات للمادة